هل عرف العالم، أخيرا، مع من حُشرنا في الجوار؟

 هل عرف العالم، أخيرا، مع من حُشرنا في الجوار؟
آخر ساعة
الأثنين 22 أبريل 2024 - 16:17

"مغربية الصحراء شيء لا جدال فيه ، ولكن كنا ننتظر.. أن يعرف الناس مع من حشرنا الله في الجوار.. كنا نريد أن يعرف الناس النوايا الحقيقية لمن هم يُساكنوننا ويجاوروننا، ولله الحمد سبحانه وتعالى أن انكشف الغطاء".

هذا ما قاله الملك الراحل الحسن الثاني في خطاب سيبقى خالداً في الآذهان، وما أشبه الأمس باليوم، وما أغربَ استدامة هذه العبارة، التي بدت صالحة لما حدث أمس وأول أمس.

حالة فريدة غريبة لم يسبق إليها أحد الدولة "الجارة"، في تحويل الرياضة إلى سياسة، وفي تحويل السياسة إلى مستنقع كره حقيقي يكاد يكون حالة تستحق الدراسة بكل جدية.

فلا الخطابات الملكية الودودة، ولا اليد الممدودة أفلحت، ليس في إصلاح ذات البين فهو أمر مستبعد للأسف في ظل نظام شنقريحة، ولكن حتى في تجاوز وجود الخريطة المكتملة على قميص فريق لكرة القدم، معتمدة رسميا من الكاف.

نعم، فالخريطة معتمدة رسميا قبل بدء البطولة، وفقَ لوائح الكاف، وهي الجهة الوحيدة المخول لها رفض هذا القميص أو ذاك، لكن السلطات الجزائرية كان لها رأي آخر.

وقد لعب الفريق بهذه الأقمصة أكثر من مباراة، ولا يبدو أن أي منافس كان له رد فعل "عنيف" كالذي قام به الجزائريون، فخريطة البلد في الأقمصة هي كالأعلام، من حق أي فريق أن يضعها أينما شاء وكيفما شاء، ما دامت لوائح الفيفا والكاف لا تعارض.

الأدهى من هذا أن الاتحاد الجزائري وكّل لنفسه، دون وجه حق لا قانوني ولا رياضي، أن يقوم بطبع أقمصة أخرى لفريق نهضة بركان، باذلا في ذلك مجهودا خارقا، ومسابقاً الزمن، لعله ينجح في سياسة الأمر الواقع.

لكن النتيجة كانت – كالعادة – مضحكة ومثيرة للسخرية، وجودة الأقمصة وحدها تقول الكثير، دون الدخول في أية تفاصيل أخرى.

أي جنون بعد هذا؟ وأي تقارب يمكن للمرء أن يأمله؟

بل الأخطر من كل هذا هو أن هذا الجنون السلطوي ينتقل شيئا فشيئا إلى أبناء الشعب الجزائري الشقيق، ويوهمه أن عدوه الأخطر والأكبر هو المغرب، وفي زمن التواصل الاجتماعي تبقى إثارة الأحقاد والفتن أمراً سهلا لا يحتاج سوى عود ثقاب على شكل كلمة هناك وجملة هناك.

نتحدث عن كل هذا والجزائر مصرة على أنها ليست طرفا في الصراع، فكيف سيكون الحال لو أقرت بالحقيقة واعترفت بذلك؟